الخميس، سبتمبر 30، 2010

في يوم عيد



في يوم عيد

هدوء وصمت رهيب

يسود العالم جميع

يكتسحه حزن شديد

وينهي عيـداً أراد أن يبتدأ


ولانه علام الغيوب,, تقتضي حكمته,, ورحمته بعبادة أن لا يسعفنا الوقت لشـراء حلاوة العـيد

حتى لا تكون مصدر حزن في كل عام ولا في كل مرة نراها

تمضي أيام هذا العيد موازية تماماً لأيام عزاءك

ربي إجعله عيده في الجنة عندك
وأجبر كسرنا على فراقه
وأجرنا في مصيبتنا ,, وأخلفنا خيرا منه


الحياة في يوم


وكان اليوم الاخير هو إختصار لما كانت عليه الحياة معه

من كان حوله دوما بالقهوة,, كان ذلك اليوم بالقهوة معه

من كان حوله دائما بالذكر والعبادة,, كان حوله ذلك اليوم بتذكيره بالله

من كان حوله دوما بالعناية والاهتمام,, كان ذلك اليوم يهتم ويعتني به

من كان حوله دوما بالمساج والتدليك,, كان ذلك اليوم يدلكه

من كان حوله دوما بالحديث والتونيس,, كان ذلك اليوم يحدثه ويونسه

من كان حوله دوما سندا يعتمد عليه ويثق به,, كان ذلك اليوم المسئول صاحب ثقة

من كان حوله دوما بالحنية والمحبة,, كان ذلك اليوم كذلك

ومن كان حوله دوما في كل مراجعة الي المستشفي,, هم من كانوا معه في آخر مراجعة للمستشفى,,

وهناك كانوا أول من ودعه,, بدموع نهر جاري,, وهم من بلغنا عن حاله الاخير كما كانوا يبلغونا دوما عن حاله

أللهم أرحم والدي,, وأغفر له,, وأسكنه جنة فردوس ياكريم

آميـن


غرفتك


خافتة,, رمادية,,

على الرغم من زهاء ألوانها

الا أنها فقدت بريقها وروحها من بعدك

فهي صامتة,, خالية


أحس إني غريبة..!!!


تجتمع كل ألوان الحزن بصدري

فقدتك يالغالي ما يعوضها أحد

الكون من بعدك غريب

والايام غريبة

وروحي من بعدك غريبة

ما أدري هو المكان إختلف,, والا الكون إنخطف بريقة

كل شئ بعدك سكنْ



ما للوقت طعم ولا لهالمكان

كل شئ من بعدك سكن

روحك سرت خلفت بقايا آثار جسد

كل شئ بمكانه,, لكن كل شئ مختلف

ما أختلف المكان لكن روحه سافرت

كنت أحسبها حديث نفس



أتاري كلماتي كانت رثاءٌ لا أعلمه

كل المشاعر في خافقي تنبض حديث

يتسطر في كلام خرج مني يهدّي روحي

كنت أحسبها حديث نفس,, صرت أقرأها رثاءَ

حديث نفس,,قبل يوم وداع


((يا عساني فدوة شيباتك,, وتجاعيد الزمن في وجهك

يا ريحة الجنة علمني وش إلّي يألمك,, علمني وش تحس به

علمني يا عساني فدوة لعيونك وش تعني هالسواليف وإنت نايم

علمني إنت تحس بألم يوم إنك تجعد حواجبك وإنت نايم,,

علمني وش شفت يوم عيونك راحت للسماء

والدموع غرقت بيت المخدة))

آخر يوم بين علامات الحياة ,, والاحتضار,,

ولم أكن أعرف ما يعنيه الاحتضار سوى في أيام عزاءك يالغالي

ربي إرحمه,, وأغفر له,, وتجاوز عن سيئاته يا رحيم إنك أنت الكريم

سبتمبر الحزين


كنت أنوي أن أدعوك شهر الفرح

لكنك الآن شهر الحزن عندي

شهر وداع جبري
لأغلى إنسان عظيم بحياتي

وسيكون سبتمبر عندي كما هو عند العالم أجمع,, شهر حُزن

فالحادي عشر منه كان يوم عزاءك الثاني

رحمك ربي رحمة واسعة,, وأسكنك فسيح جنة الفردوس

آميـن

الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010

وجة شـبـة.. تــضــاد




تتجلى جميع ألوان الفرح في العيـد

تماماً كما

تتجلى كـل أنواع الحزن في العـزاء


فـي كلاهما هي ثـلاثة أيام

في كـلاهما يجتمع الناس بها

في كلاهما يقال أحاديث مأثورة

في كلاهما له له نمط خاص عن باقي الايام في الملابس


ربي إرحم والدي وأغفر له,, وأسكنه جنة فردوس
آمين


خريف العمر



ولان خالق الكون واحد فالقواعد واحدة

وكما تدور الايام ويكون الصيف والشتاء والربيع والخريف

هكذا تدور أيضاً على الانسان

فالتساقط للأوراق يعني بداية الخريف

كسقوط ورقة فلان من شجرة السماء

لتعني خريف حياته في الحياة الدنيا


السبت، سبتمبر 25، 2010

اليوم الأخـيـر


لم أكن أعلم يوما ما بأن للموت علامات فارقة,,

كل ما أعرفه عن الموت ,,هو أنه الموت فقط

على قدرمحبتي وشغفي الشديدين للإلمام بكل جوانب وعلوم الحياة قرأت في الكثير والعديد من المواضيع
الا موضوع واحد

لم أتطرق له على الرغم من إيماني الشديد بوجوده ,, وبحدوثه في يوماً ما

وهو الموت

وغالباً ما أشعر أنه لابد للتحضير لتلك اللحظة

ولم أتوقع أبدا أن أفقد أحد بالموت,, وكأني كنت مؤمنة بأن يومي قبل أي حبيب على قلبي لربما كان هذا الايمان هو خوفا من فقد أحدهم

أربعين يوماً تهذي أياماً,, وتصحو أياماً أُخر,,

أربعين يوماً ويوماً تلو الاخر,, يزداد الوهن والضعف العام,,

أربعين يوماً تسأل عن أشخاص هم أحبة لقلبك,, تفتقدهم,,

وعشرة أيام من العجز عن الحراك,, عن الحديث,, عن الوعي عمّا حولك

عشرة أيام يطلب منك هذا الطبيب وذاك أن تكون مع أهلك,, وانت تصّر على إخبارهم بمدى تعبك,,وألمك,,

عشرة أيام والطبيب يعلم أن ما يلم بك ما هو الا داءٌ ذكره صلى الله عليه وسلم لا دواء له,,

عشرة أيام ونحن نمتر تلك الممرات الانيقة طول الليالي لنكون حولك فالبقاء في المنزل موحش,, مظلم,, كئيب دونك

عشرة أيام والطبيب يرمقنا وقت الدخول والخروج هو وطاقمه,, دون أن يجرأ أحدهم أن يخبرنا بإحدى تلك العلامات

عشرة أيام يرقبون أيامنا الاخيرة معه,, وكأننا نعلم ذلك,, وهم لا يعلمون أنه أول فقيد لنا,, أول شخص يكون له ذلك اللقب,,وذلك الدعاء

عشرة أيام يوما تلو الاخر نرتقب خروجه الي المنزل سليماً معافى

عشرة أيام هي الاخيرة من رمضان لم نعرف لها طعماً دون وجودك حولنا

عشرة أيام تنقص يومين هي الصحوة التي قيل عنها أنها صحوة الميت,,

عشرة أيام تخللتها عدة مرات توقف للقلب,, وإنعاش قلبي أليم بصدمات كهربائية

يكتمل رمضان الي اليوم الثلاثين,,الي يوم التمام للشهر العظيم

ولم أرى تلك الصحوة الا معافةً من تلك الابر التي كانت تخترق بشرة يديك الرقيقة حتى باتت كالكدمات تغطي كفيك والاذرع
ولم أرى تلك الصحوة الا بصيص الامل لرؤيتك في يوم زواجي,, ولتكون لك صورة معي في ذلك اليوم
تلك الصحوة كانت مريحة للجميع بأن نراك أمامنا تتحسن حالتك

على الرغم من بعدي عن المطبخ الا أني دخلت اليه في يومك الاخير ,, لأحضر لك آخـر طبق أحببته,, ولم تأكل ذلك اليوم الا منه

كانت أخر لقيمات تآكلها بحياتك بيدي تتناولها,, وعلى الاخرى تستند كطفل لا تقوى على البقاء مستقيما دون أن أسندك

أتحضر ولأول مرة في حياتي,, وحياتك,, أن أحممك,, تحضراً لصباح العيد,,

فغدا هو صباح العيد,, ياله من يوم سعيد أن أراك تتحسن وأن أقول لك عيدك مباركـ,, غـــــداً

غـــداً,,
ذلك الشئ المجهول الذي لا يعلمه الا إنت إالهي

أذهب مسرعة لشراء أغراض جديدة للإستحمام,,

وأعود,, لألحظ أموراً غريبه,,

السرير خالي ,, أين أنت,,؟؟
مرة أخرى ككل مرة يضيق التنفس وتآخذ حوالي الثلاث ساعات وتعود أفضل حال,,!!

المكالمة الاولى:
أبوي تعبان,,أدعو له,,
اش به,,؟
أكلمك شوي,,

ومازلتُ على سريرك انتظر

عشرة دقائق والمكالمة الثانية التي لم يستطيع فيها أن يتماسك,,
لا يعيش دون إنعاش قلبي طوال حياته,,!!
طريقة لتمهيد خبر,, كما كنا نمهد له وفاة أحد أخوانه وأصحابه بأنهم في العناية المركزة

رفضي للفكرة وإيماني التام بأن أراك في أيام العيد,,
وتحسن حالك الملحوظ اليوم يؤكد استحالة حدوث ذلك التوقف القلبي اليوم
والتي لم تكن الا صحوة ميت



صدمـة,,
ليلة عيد,, ويكون صباح ذلك العيد بارداً كئيباً
إمتلاء بالدموع والحزن عوضا عن فرحة العيد وإبتسامته
تضخم البيت بالأهل والاحبة للتعزية بدلا من التهنئة
العيد الاول في حياتي الذي لم يسعفنا فيه الوقت لشراء الحلويات والهدايا
فالعليم القدير قدر ذلك رأفة بنا من أن تكون الحلويات والهدايا حولنا ونحن في قمة حزننا


إدارة التجهيز:
لطالما تحمست لركوب سيارة أتمنى إمتلاكها يوما ما,,
وطالما تخيلت فرحتي يوم ركوبها,,
ولم أعلم أن أول يوم في حياتي أركبها هو يوم رؤيتي الاخيرة لك,,
في ذلك المكان الذي إختاروا له إسما أرقى وأفضل لأهل الفقيد,,
أصعد السيارة بكل حزن,,
بدموعٍ منتاثرة تجري كنهر جاري منسكب من أعلى جبل
سرعة السيارة ,, او خلو الطريق,, أو خوفي من رؤيتك بهذا الحال
وصلنا بسرعة الي تلك الادارة,,
,,إدارة التجهيز,,
أنزل من السيارة ترتجف قدميّ ولا تحملني ركبتي,,
أدخل الي تلك الادارة,, يمتلئ المدخل برجال بيض الثياب وبأشمغ تخلو من السواد,,
فقد أختفى العقال عن رؤوسهم,, إنهم أهلى وأقاربي
أدخل الي غرفة صغيرة مستطيلة,,
رداء أخضر اللون يبطنه رداء أبيض يلف جسدك النحيل ويلتف حول وجهك,,
ولم أرى منه سوى جبينك الي طرف أنفك
رائحة المسك والعنبر وأشياء أخر تفوح حولك
قبلة أخيرة أودعك بها
أضعها على جبينك الراوي,,
ووجهك الذي تعلوه الراحة,,
فاليوم في هذا المكان وجهك أفضل من يوم أمس
بعدها
الي المسجد النبوي,,
بإنتظار صلاة الجمعة يوم العيد,,
ولأول مرة أنتظر صلاة الميت لأجل أن أدعو لك

تنهار قواى بعد الصلاة فلا تحملني قدماي ,, ولا نفسيتي

أشعر أني تدمرت